ثقافة
أخر الأخبار

قصة قصيرة بعنوان مائة وعشرون دقيقة

قصة قصيرة

“مائة وعشرون دقيقة ”

جَلست على مقعد في مكان خالي من كل شئ، لا يوجد سوى أنا و الهواء و سماء بها بعض النجوم والقمر، وكانت المدة ما يُقرب مائة وعشرون دقيقة، فَأخذت بعض الأنفاس الجميلة والصافية، وبعد هذأ الصفا الذي لم يدوم طويلاً، وبدأت بعض النغمات التي لا يوجد وصف لها، فَتذكرت حياتي بأكملها، ماذا فَعلتُ بتلك العمر الذي مضئ؟! ، فوجد نفسي أنني لم أفعل شئ يثير للأهتمام، ولكن يثير للشفقة، وجد أن حياتي تمتلك فقط ما يُقرب من عشرون بالمئه من الفرح، والباقي كانت في حالة لا يسيرِ لها سوء ربي، فقُلت لنفسي أنني قد ظُلمت كثيرًا من ذاك العالم المخيف، فآجريت حديث بيني وبين عالمنا هذا!

حُزني:كيف حالك أيها المُدمر؟!
عالمي: أحسن من حَالك!
حُزني: أتوقع جوابك هذا فمِثلك كيف يكون حزينٍ و مجروح؟!
عالمي: لا تُلُوميني يا فتاة على سوء تصرُفك في إختباراتي
حُزني: أتعلم ماذا حال بي من تلك الإختبارات؟
عالمي :ماذا حَزنتِ قليلًا، أو فقد أملك أو ربما فقدتي نفسك قليلًا ؟
حُزني: لا لم أحزن قط، بل أنت مزقتني وفرقت أحلامِ وايامِ و شبابِ في كل محطياتك، ولقد وصل بي العُمر الي السبعين وأنا مازلت بالعُقد العُشُرون؛
عالمي:هذا أنا مُنذ البداية ولم أتغير مثالكم!
أنا: مثِالنا كيف؟! هل تعلم من نحنُ؟ نحنُ بشر قسوتك من تجعلنا نتغير هكذا
عالمي: وماذا كنت تظُنِينَي؟
حُزني: أقول لك ماذا اُريد منك وتفعل؟.
عالمي: أخبريني!
حُزني: حسنًا سأبدأ بمطلبي؛
أولاً_ اُريد منك أيُها العالم الخَائن أن تكون معي ولو لمرة بجانبي لعلكَ أن تكون الصديق الحقيقي لروحي.
ثانيًا_ اُريدك أن تكون لي ضوئي في ظلامك الدامس.
ثالثًا_ اُريدك أن تكون وسع الصدر وليس ضيق الصدر كي أتنفس.
رابعًا_كُن لي أجمل قدرًا في عصرك هذا.
خامسًا_ أتوسل إِليك أيها المُخِيف كُن لي سندًا حتى لا أنِحَني مرات عديدة وحدي ولا تزيد خيباتي.
سادسًا_ أرجوك أُنظر بِعَينك لـ عيني حتى ترىٰ وجعي و عتابي وحرقتي.
سابعًا_ كُن رَقيق القلب معي فأنا لا أتحمل، لا أستطيع أن أكون قَاسيه القلب مثلك أيُها المريب لغدًا حالي، أنا إنسان أحمل قلبً وخيال .
ثامنًا_ كُن لي أمني و أماني كما فَعل وجداني المفقود.
تاسعًا_ كُن لي الوفي، المُتحِر في أمر إرضئ ، كالرباط المُتشدد في عُنقي لـ حمايتي.
عاشرًا_ وآخر مطلب لك كُن لي واضح كالشمس ورائع كالقمر، فأنا أعيشُ فيك.
هل تحقيقها لي أيُها العالم؟!

مطلب جاء في خاطري الآن،
أرجوك لا تبعثر قلبي أكثر فـ لقد مات وبقاء لقاء مقبرته فـ اُتركه وشانه

بقلم #مي النجار

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!